مراجعة رواية في قلبي أنثى عبرية للكاتبة خولة حمدي

رواية في قلبي أنثى عبرية لخولة حمدي
رواية في قلبي أنثى عبرية من أكثر الروايات تشويقاً حيث أنها تناقش وبشكل واضح ثقافة تقبل الآخر لأن أحداثها بالكامل تدور على مدى التباين في التعامل بين الأديان المختلفة، الرواية بها جانب ثقافي سياسي في تلك الفترة التي تدور أحداث القصة فيها، كما أن لها بعد عاطفي كبير ورومانسي ذو طابع مختلف عن أي رواية أخرى، دعونا نتعرف على المزيد حول تلك الرواية والكاتبة التي قامت بتأليفها في السطور القليلة القادمة
الكاتبة خولة حمدي

كاتبة تونسية ولدت عام 1984 وكانت دراستها في المملكة العربية السعودية في جامعة الملك سعود بمدينة الرياض، حيث درست هناك تقنية المعلومات ومن خلالها حصلت على شهادة الهندسة الصناعية، من ثم على الماجستير عام 2008 في فرنسا، وبعد ذلك حصلت على الدكتوراه من جامعة تروا في فرنسا عام 2011 وكانت الدكتوراه في بحوث العمليات
لها العديد من الروايات. كانت روايتها الأولى التي نحن بصددها اليوم هي رواية "في قلبي أنثى عبرية" عام 2012، ومن ثم الرواية الثانية عام 2014 وهي "غربة الياسمين" وتوالت الأعمال الخاصة لها فهي لها الكثير من الكتابات الأخرى والتي كان آخرها في هذا العام 2020 وهي رواية بعنوان أرني أنظر إليك
نبذة عن رواية في قلبي أنثى عبرية
تدور أحداث الرواية في مناطق متفرقة من الوطن العربي، تبدأ في لبنان، حيث توجد "ندى" وهي تونسية الأصل و يهودية الديانة تعيش في لبنان والأحداث الخاصة بها هي أحداث مقتبسة من قصة حقيقية لفتاة تسمى بنفس الاسم، وتتأثر بتعاليم الدين الإسلامي ومن ثم تبدأ احداث قصتها
هناك جانب آخر من القصة في تونس حيث كانت هناك فتاة تدعى "ريما" وهي فتاة مسلمة فقدت ابويها في الصغر وكانت الوصية الخاصة بأمها هي ان تبقى ريما في عهدة رجل صالح من الجيران ليربيها ويحافظ عليها، ومن ثم تشاء الأقدار بأن تلتقي ريما بندى وتبدأ علاقة ود فيما بينهما ومن هنا تتأثر ندى بتعاليم الدين الإسلامي من خلال ريما و من خلال الصديقين " أحمد و حسان" وهم من الفدائيين المقاتلين بلبنان عندما طرقا باب منزلها في بداية القصة ليستنجدا بها
الرواية مصنفة تحت قسم تعايش الأديان وهي رواية مكونة من 386 صفحة
الرواية مصنفة تحت قسم تعايش الأديان وهي رواية مكونة من 386 صفحة
الشخصيات الرئيسية في الرواية
ندى وأحمد أبطال الرواية
ريما: الفتاة اليتيمة المسلمة التي تعيش في بيت جاكوب
جاكوب: أو كما كانت تناديه ريما "بابا يعقوب" وهو الأب اليهودي الذي يربيها، وكان
له بنتين وزوجته اليهود
حسان وأيهم: هما صديقين للبطل أحمد وزملاء في المقاومة معه
دانا: هي أخت ندى الوحيدة
سونيا: والدة ندى وبالرغم من أن والد ندى كان مسلم إلى أن سونيا تكره المسلمين كثيراً وبعد وفاته تزوجت بمسيحي
جورج: وتناديه ندى "بابا جورج" وهو زوج والدة ندى
راشيل: هي اخت جاكوب وهي تعيش بلبنان
سماح: هي أخت أحمد
ملخص رواية في قلبي أنثى عبرية

سوف نقسم الرواية إلى ثلاث أقسام رئيسية وفي كل قسم الأحداث الخاصة به وهي كالتالي :
البداية: كانت البداية عندما طرق الصديقين أحمد وحسان بيت ندى طالبين العون عندما أصيب أحمد ، من ثم أعجبت به ندى بشكل كبير لدرجة ترتقي إلى الحب، بعد أن تعافى أحمد غادر المكان ومن ثم بدأت العلاقة في التطور بين الاثنين بالرغم من اختلاف الأديان فإن كل منهما كان على أمل أن يغير من ديانة الآخر
بعد صراعات كبيرة وأحداث متواترة تمكن أحمد من إقناع والديه وأخته سماح في أن يتقدم لخطبة ندى، وهي بدورها واجهت الكثير من المشكلات مع امها سونيا التي كانت تكره المسلمين بشكل غير مبرر، في النهاية تمكنوا من عقد الخطوبة
ريما كانت تعيش في تونس مع جاكوب حتى أتمت 15 سنة وهو كان شخص متفهم ومحب لها بشكل كبير، فكان لا يمنعها من أن تمارس تعاليم الدين الإسلامي في بيته حتى وجد أنها تتغير وتتطور بشكل كبير، ولاحظت زوجته ذلك مما جعلها تطلب منه أن يطردها خارج البيت لأنها الآن أصبحت تشكل خطراً على بنتيها، بعد ذلك قام جاكوب بإرسال ريما إلى لبنان عند اخته راشيل وكانت نقطة تحول كبيرة لحياة ريما، حيث عانت كثيرًا حتى انتقلت إلى بيت ندى لتعمل خادمة
نشأت صداقة قوية بين الفتاتين في وقت سريع للغاية، استطاعت ريما الفتاة الصغيرة أن تشير إلى الفروق الكبيرة بين معاملة الدين الإسلامي للفتاة وبين الدين اليهودي الذي يحرم على النساء أن يلمسن التوراة أو يقرئن فيه، ومدى الاضطهاد والتهميش للمرأة بشكل عام مما أثار فضول ندى للتعرف على الدين الإسلامي عن كثب وساعدها في ذلك أحمد
حبكة القصة: كانت هناك الكثير من الهجمات المتكررة على لبنان من الكيان الصهيوني طوال الوقت آنذاك، وفي احدى تلك الهجمات أصيبت ريما وتوفت وهي في أحد الأسواق نتيجة لانفجار أحد الصواريخ بمكان تواجدها، تأثرت ندى بذلك مما جعلها تقع في مشكلة نفسية كبيرة وفي أحد العمليات الفدائية اصيب أحمد وفقد الذاكرة تمامًا بل واختفى بشكل كامل
في تلك الفترة مر ما يقارب الخمس سنوات ولا يوجد أي أثر لأحمد وكانت ندى قد أسلمت بالفعل وكانت ترسل له الخطابات طيلة تلك الفترة دون جواب، تقدم حسان لخطبتها اعتقادًا أن أحمد لن يعود ثانية، لكن يشاء الله أن يعود أحمد لكنه لا يتذكر أي شيء وكان قد اعتنق الدين المسيحي على يد شخص مخادع استغل فقدانه لذاكرته حيث أخبره أنه كان مسيحياً
طلبت سماح اخت احمد من ندى أن تحاول أن تساعده في أن يستعيد ذاكرته من جديد وهنا هي بدأت بالفعل في القيام بذلك لكن دون جدوى، وكان على حسان أن يتخذ قراره بشأن موقف عودة صديقة بعد أن يعرف أنه قام بخطبة حبيبته
النهاية: ذهب أحمد لمنزله بالقرية ووجد الرسائل التي كانت ترسلها ندى له وبمرور الوقت و استعاد ذاكرته ، وكان موقف حسان هنا في النهاية بطوليًا إلى حد كبير فإنه آثر صديقه على نفسه وقام بفسخ خطبته من ندى ليعود احمد لها من جديد فرحاً بدخولها الإسلام
آراء حول رواية في قلبي أنثى عبرية

الرواية تناقش بشكل كبير المقارنة بين الأديان ومدى تسامح الدين الاسلامي الذي ترك اليهود من مئات السنين في لبنان وتونس وغيرها من بلدان الوطن العربي دون تهجير أو قتل، تناقش الرواية أيضًا أن العلاقات الانسانية لا ترتبط بدين محدد أو بعقيدة محددة فإن جورج المسيحي زوج والدة ندى اليهودية تعاونوا على إعانة احمد المسلم
تشير الرواية إلى الجانب العقائدي القوي فإن ندى لم تترك دينها لكي تتزوج من أحمد بل تركت اليهودية اقتناعاً وإيماناً بالدين الإسلامي بعد أن تعلمته من ريما، على العكس فإن جاكوب قد خان وصية ام ريما وتركها ترحل فقط خوفاً من أن يتأثر هو وأسرته بتعاليم الدين الاسلامي الرائعة والتي كانت تؤثر به بصورة كبيرة
شراء رواية في قلبي أنثى عبرية للكاتبة خولة حمدي
شراء الرواية من جملون :> رواية في قلبي أنثى عبرية بالنسخة الورقية
اتمنى ان تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع و نال اعجابكم ، اخبروني بارائكم عن رواية في قلبي أنثى عبرية للكاتبة خولة حمدي في قسم التعليقات
دمتم في امان الله وحفظه اخوكم محرر مدونة رواياتك يحييكم لنا لقاء اخر في موضوع اخر
انا شاب لبناني، من جنوب لبنان، منطقة قلب الرواية. و أعلم مرارة الحرب اللبنانية-الإسرائيلية من اهلي و أقاربي و المجاهدين القدامى بعد ان داهمتهم طلائع الشيخوخة و بان في سحناتهم التعب و النضال و جهد الأيام الخوالي .
ردحذفعندما بدأت بقراءة هذه الرواية، لم أستطع التوقف. استذكرت قصص المجاهدين الذين ابتعدوا عن أهاليهم و عائلاتهم التي أسمعها بين الحين و الآخر، كنت أقرأها و أستذكر كيف كانوا يخفون ذهابهم إلى ساحة القتال عن امهاتهم ، و إصرارهم على هزيمة جيش الكيان الاسرائيلي المتوحش رغم قلّة عددهم.
كنت أقرأها و أستذكر وصايا الشهداء بالتمسك بالجهاد و عدم الإستسلام، و الحفاظ على قراءة القرآن كما أوصى أحمد ندى، و ب....
كنت أقرأها و استذكر قصص نساءٍ استقبلت جثمان حبيبها و فلذة كبدها مهنئةً إياه بوسام الشهادة و دموعها ممزوجة بدموع الفرح و الحسرة، و نساء تنتطر قدومهم كما كانت تفعل ندى.
كنت أقرأها و أستذكر صور المدن المدمرة.. المدن التي ستعمَّرُ من جديد و أطياف شهدائها تطوف فوق مبانيها، تماما كما رأت ندى أطيافهم في المستشفى بعد استشهاد ريما.
كنت أقرأها...
كنت أقرأها في الجنوب، امام الروابي و الوهاد المشتاقة إلى وقع أقدامهم، و الأشجار التي نمت على سيل دمائهم، و يحن العشب لمواقع شهدائهم...
قرأتها و بكيت، بكيت كثيرا. أبت عبراتي أن لا تتحول لدموعٍ تسيل على وقَعِ الرواية.
قد يستغرب البعض على ما ركّزْتُ في الرواية، و لكني اليوم أعيش بين أولئك الذين بذلوا أرواحهم و أجسادهم لنعيش اليوم باطمئنانٍ و أمان، في حين أنه لا يزال الكثير منهم يعاني من جراحة حتى اليوم، و لهذا السبب ركزت على هذا الجانب.
كانت رواية جمياة جدا، و مشاعرية أيضا، أشكر الكاتب على إطلاعنا على قصة ريما و أحمد و ندى. كان فيها الكثير من العِبَر و ذكر القرآن..
قد يكونان أحمد و ندى الآن في إحدى القرى القريبة من قريتي إن كانا لا يزالان في لبنان. رغم الأوضاع السيئة التي يعيشها اللبنانيين اليوم، إلا أنني أتمنى من كل قلبي أن يكونا بخير في أمانٍ مرتاحين.
رحم الله الشهداء و ريما...