القائمة الرئيسية

الصفحات

مراجعة رواية مزرعة الحيوان للكاتب جورج أورويل

مراجعة رواية مزرعة الحيوان للكاتب جورج أورويل

مراجعة رواية مزرعة الحيوان للكاتب جورج أورويل
مر على نشر رواية مزرعة الحيوان أكثر من نصف قرن لكنها مازالت تعيش بيننا بل ان شعبيتها في ازدياد دائم و قد كسبت خلودها من حقيقة أن ما ناقشته هو واقع ينطبق على كل المجتمعات في كل الأزمان .
كيف لثورة قامت للإطاحة بنظام ظالم ومستبد ان تنتج نظام اكثر استبدادا من النظام القديم ؟ كيف يتم طعن الثورة من الضهر من قبل زعمائها ؟ كيف يحول الإعلام الحق إلى باطل و الباطل إلى حق ؟
كل هذه الأسئلة قد نوقشت في رواية مزرعة الحيوان على شكل قصة جد ممتعة لمجموعة من الحيوانات تعيش في مزرعة . الرواية قصيرة و جد ممتعة ومفيدة لذلك تابعوا معي لمعرفة المزيد .

الكاتب جورج أورويل صاحب رواية مزرعة الحيوان

الكاتب جورج أورويل صاحب رواية مزرعة الحيوان
على الرغم من انه بريطاني الجنسية إلا انه قد ولد في الهند في 25 يونيو 1903م، و جورج أورويل هو فقط اسم مستعار و اسمه الحقيقي هو إريك آرثر بلير ، هو صحافي وروائي بريطاني له العديد من الروايات التي تركت بصمة في تاريخ الأدب العالمي، و قد صنف من طرف صحيفة التايمز في المرتبة الثانية من قائمة "أعظم 50 كاتب بريطاني منذ عام 1945"، وقد تمت ترجمت رواياته للعديد من اللغات حول العالم ومن أهم تلك الروايات كتاب "الحنين إلى كاتالونيا" و"الصعود إلى الهواء"، إلا أنَّ أشهرها على الإطلاق هي "مزرعة الحيوان" التي نحن في صدد مراجعتها الأن .
عبّر أورويل من خلال رواياته عن تضامنه مع الطبقة الفقيرة و المستضعفة ، وبقي يغني العالم بكتاباته حتى غلبه مرض السل عام 1950 .

ملخص رواية مزرعة الحيوان

ملخص رواية مزرعة الحيوان
هي رواية رمزية تحاول إسقاط أحداثها على الواقع تدور أطوارها في مزرعة عادية للحيوانات يديرها فلاح اسمه جونس، ابطالها هم مجموعة من حيوانات المزارع الإعتيادية لكنك لن تجد ان هناك اختلاف كبير بينهم وبين الإنسان ، تصف الرواية الكم الهائل من الغضب و الحقد التي تحمله تلك الحيوانات تجاه الفلاح جونس بسبب المعاملة السيئة التي يعاملهم بها والظروف المزرية التي يجعلهم يمرون بها حتى يتم ذبحهم و اكلهم في الأخير لهذا بدأت نار الثورة تشتعل في نفوس الحيوانات ، تلك النار التي اججها خطاب الخنزير العجوز ميجر الذي بدأ يتكلم عن عالم تعيش فيه جميع الحيوانات جنب إلى جنب بحرية مطلقة وبسعادة لا متناهية بدون حكم الإنسان الظالم وبعد مدة من ذلك الخطاب الملهم ، مات الخنزير ميجر ليصبح خطابه ذاك بمثابة المذهب للحيوانات اطلق عليه مذهب الحيوانية و الذي ينص على سبع نقاط أساسية شكلت في ما بعد بنودا له وهي كالتالي :
  • كل من يمشي على قدمين هو عدو
  • كل من يمشي على اربع اقدام او يرفرف بجناحين هو صديق
  • يمنع على الحيوانات ارتداء الملابس
  • يمنع على الحيوانات النوم في سرير
  • يمنع على الحيوانات أن تقتل بعضها البعض
  • يمنع على الحيوانات أن تشرب الكحول
  • جميع الحيوانات متساوية من حيث الحقوق و الواجبات
و بالفعل قامت الثورة و طرد الفلاح جونس و كتبت البنود السبع في المزرعة بخط عريض و تولت الخنازير زمام القيادة و بالتحديد ثلاثة منهم : سنوبول ، نابليون و سكويلر ثم تبدأ الأحداث في أخذ منحى آخر بعد أن اختلف سنوبول و نابليون على مشروع معين ليقوم نابليون بطرد سنوبول من المزرعة بالاستعانة بكلاب كان قد دربها على حراسته و اتهمه بالخيانة و التعامل مع البشر و اصبح سنوبول بمثابة شيطان لكل الشرور في المزرعة حيث كان نابليون يتهمه في كل مصيبة تقع ويحمله مسؤولية التخطيط لها وتنفيذها من خارج المزرعة بمساعدة البشر في حين أن سنوبول كان بريئ من كل ذلك لكن نابليون كان خبيث جدا و اصبح بإسم سنوبول يصفي كل من يقف في طريقه بل و تجاوز الحد و اصبح يستولي على الثمار و الحليب لنفسه و بدت عليه ملامح التعطش للسلطة و اصبح يغير في تلك البنود السبع على حسب مصالحه حيث أصبح البند الخامس يقول: يمنع على الحيوانات أن تقتل بعضها البعض بغير حق. ليبرر قتله لبعض الحيوانات ، و استمر في استبداده وظلمه للحيوانات حتى جاء اليوم الذي خرج فيه وهو يمشي على قدمين ويحمل سوطا في يده .
لكن قد تسأل لماذا ضلت الحيوانات تساند نابليون مع انه ظالم ؟ و كيف سمحوا له بتغير البنود الأساسية التي قامت عليها الثورة ؟
هنا كان دور الخنزير الثالت سكويلر الذي أصبح المتحدث الرسمي بإسم نابليون وكان يتحايل على الحيوانات وكان في كل مرة يقنعهم ان سياسة نابليون هي الصائبة و ان تلك البنود لم تغير من الأساس بل كتبت على ذلك الشكل من الأول .
و هنا قد صور لنا أورويل بطريقة ذكية كل المراحل التي تمر بها أي ثورة و صور الصالحين من قادة الثورات في شخصية سنوبول و الطالحين بنابليون و أما سكويلر فقد كان يلعب دور وسائل الإعلام الخبيثة التي تقوم بالتطبيل للنظام الظالم عبر التلاعب بالرأي العام .

اقتباسات من رواية مزرعة الحيوان

اقتباسات من رواية مزرعة الحيوان
الإنسان أيها الرفاق هو المخلوق الوحيد الذي يستهلك ولا ينتج: فهو لا يدر اللبن ولا يبيض، وهو أوهى من أن يحرث الأرض بنفسه، وهو أبطأ من أن يلحق بالأرانب ليصيدها بيديه، ومع ذلك فإنه السيد على جميع الحيوانات، يسخرها في العمل ولا يجود عليها إلا بالكفاف مستأثراً لنفسه بكل الطيبات!
اننا نعيش حياة الكد حياة البؤس حياة قصيرة جدا . ما أن نأتي الى العالم يطعموننا ما نسد به رمقنا فقط ومن يملك بيننا القوة المبتغاة يضطر إلى العمل الى أن يسلم الروح . وفي اللحظة التي نصبح فيها غير نافعين يذبحوننا بوحشية مفرطة . ما أن نمضي سنتنا الأولى على هذه الأرض ، حتى يفتقد كل حيوان منا معنى كلمات مثل الراحة أو السعادة . وعندما يرهقه الشقاء ، أو العبودية ، يصبح فاقدا للحرية . هذه هي الحقيقة البسيطة ..

  • الحرب هي الحرب، ولن تجد في البشر إنساناً صالحاً إلا الموتى منهم!
  • الانسان لا يعرف مصالح اخرى غير مصالحه 
  • وقد اختلط عليها الأمر، ولم تعد تميز بين أوجه الخنازير وأوجه الرجال 
  • إن الحياة هي الحياة بكل ما فيها من شقاء سواء شيدت الطاحونة أم لم تشيد! 
  • إن الإنسان لجبار إن كان يقابل بالضعف 
  • إن حياتنا في حقيقتها هي الشقاء مجسداً والعبودية في أبشع صورها! 
  • إن الإنسان هو عدونا الأوحد الأزلي، فإذا ما استبعدناه من طريقنا فإننا نكون بذلك قد محونا جذور الجوع والعبودية إلى الأبد !  
  • جميع الحيوانات متساوية، و لكن البعض منها أكثر تساوٍ من الآخرون

اتمنى ان تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع و نال اعجابكم ، اخبروني بارائكم عن رواية مزرعة الحيوان في قسم التعليقات
دمتم في امان الله وحفظه اخوكم محرر مدونة رواياتك يحييكم لنا لقاء اخر في موضوع آخر .

تعليقات