القائمة الرئيسية

الصفحات

تعريف الفلسفة الوجودية و سماتها و أبرز مفكريها

تعريف الفلسفة الوجودية و سماتها و أبرز مفكريها

تعريف الفلسفة الوجودية و سماتها و أبرز مفكريها

لا يمكن إنكار أثر الفلسفة على الحياة ومن ينكر ذلك فهو فقط يحاول حجب ضوء الشمس بستار مثقوب و اقل مثال على هذا الأثر هو أن ما فعله هتلر في أوروبا كان ناتج عن تأثره بفلسفة نيتشه ، لذلك يجب علينا أن نهتم بدراسة الفلسفة بشكل أكثر جدية وفي هذا المقال سنتطرق لواحدة من أشهر المدارس الفلسفية الا وهي الفلسفة الوجودية لذلك تابع معي قراءة في السطور القادمة لتتعرف أكثر على ماهيّة الفلسفة الوجودية وعلى سماتها و أفكارها واتجاهاتها.

تعريف الفلسفة الوجودية

تعريف الفلسفة الوجودية

الإنسان هو كائن مقدر له العيش بحرية بل ومجبور عليها كذالك لأنه يجد نفسه يوميا أمام عدة اختيارات مجبور على الإختيار منها وحتى لو امتنع عن الاختيار يكون هذا الامتناع بمثابة اختيار بحد ذاته وهذه الإختيارات تكون مربوطة بتحمل المسؤولية و العواقب ، انت وحدك من يقرر ما تختار و انت وحدك من سيتحمل مسؤولية هذا الاختيار وتبعاته لذلك كانت هنالك حاجة ماسة لهذه الفلسفة اي الفلسفة الوجودية التي كانت أول فلسفة تهتم بدراسة الإنسان ككيان وليس كفكرة و دراسة طريقة الحياة وليس الحياة بحد ذاتها ومن المقولات الشهيرة في هذا الخصوص *عرفنا كل شيء عن الحياة إلا طريقة عيشها*
هذا كان تعريف مني للفلسفة الوجودية اتمنى ان اكون اوصلت لكم المعنى بشكل واضح و بسيط و الأن نتعرف على بعض أبرز روّاد هذه الفلسفة

أبرز الفلاسفة الوجوديين

أبرز الفلاسفة الوجوديين

من بين الأسماء البارزة في الفلسفة الوجودية ما يلي :
  • سورين كيركجارد
  • فيودور دوستويفسكي
  • مارتن هايدغر
  • غابرييل مارسيل
  • جان بول سارتر
  • ألبرت كاموس
و الأن ننتقل للتعرف على تاريخ نشأة الوجودية

نشأة الفلسفة الوجودية

نشأة الفلسفة الوجودية

ظهرت الوجودية بعد الحرب العالمية الأولى و ازدهرت في فترة ما بين الحربين حيت انتشرت حرفيا كالنار في الهشيم في  أوروبا الجريحة آنذاك ، فبسبب الأحداث المروعة التي حصلت خلال الحرب فقدت الإنسانية الأمل في الإنسانية نفسها و دخل المجتمع الأوروبي في دوامة من المعاناة وعدم الثقة في الوجود البشري الإنسانية ، والشعور بالقلق والاكتئاب وكذلك الشك في وجود الله، حيث اعتقد الإنسان آنذاك أنّ الإله لم يعد موجودًا، أو ربما لم يكن موجودًا بالأصل وإلا لم يكن ليسمح بتلك الفاجعة الذي حدثت وتلك المجازر التي شهدوها و هنا بدأت هذه الفلسفة في الظهور على شكل ضمادة للجرح الإنساني لهذا اهتمت باستكشاف قيم ومعانٍ جديدة في الحياة، فقد كانت الطريقة الوحيدة لمجابهة الحياة انداك هي محاولة فهم الوجود الإنساني، و انقسمت إلى قسمين نتعرف عليهم في ما يلي .

أقسام الفلسفة الوجودية

انقسم مفكروا الفلسفة الوجوديّة إلى قسميَن بخصوص مسألة الدين و الله حيت أمن البعض بوجوده وأنكر البعض الآخر ذلك، الذين آمنوا بوجود الله هم : 
الوجوديّة الدينيّة أو الوجوديَة المسيحيَة و أشهر مفكريها هم غابرييل مارسيل و كارل ياسبرز
أما الذين أنكروا وجود الله هم :
الوجوديّة الملحدة و أشهر مفكريها هم  جان بول سارتر، سيمون دي فوار، ألبير كامو
و الأن ننتقل لأهم فقرة في هذا المقال وهي سمات الوجودية

سمات الفلسفة الوجودية

هناك ست سمات رئيسية للفلسفة الوجودية وهي :
  • المعرفة بالمعايشة
  • رفض التجريد
  • التحرر من قيود المجتمع
  • الظاهرتية
  • العبث
  • الحرية
المعرفة بالمعايشة هي ببساطة المعرفة التي نكتسبها من حتكاكنا بأي فكرة او موضوع اد انك لن تكون واعيا و مدركا بأي مجال لو لم تمارسه او تحتك به فمثلا يمكن للمسيحي ان يدرس الإسلام قدر ما يشاء ثم يقوم بخطبة الناس يوم الجمعة ، لكن لن تكون خطبته هذه تحتوي على أي درجة من الروحانية و الكل يلاحظها وسيتفوق عليه بسهولة مجرد طفل مسلم صغير لم يدرس الدين قط لكن راكم خبرات كبيرة من عيشه وسط مجتمع مسلم و هذا كان مثال عن المعرفة بالمعايشة .

رفض التجريد من بين الؤسس الثورية التي جاءت بها الفلسفة الوجودية في عالم الفلسفة اد ان هذه الأخيرة كانت تهتم بالإنسان كفكرة وتهتم بدراسة اشياء تكاد تكون غير مفهومة عند عامة الناس كدراسة الإنسان كفكرة أو الطاولة كشكل هندسي مثلا لكن وعلى عكس ذلك يرى الوجوديون أن علينا نقل الفلسفة للاهتمام بالحياة الواقعية لتكون ذات منفعة حقيقية محسوسة فقد جاء عن جان بول سارتر (( عرفنا كل شيء عن الحياة إلا كيف نعيشها )) و هذه المقولة رغم قصرها إلا أنها تشرح جيدا فلسفة سارتر الوجودية .

التحرر من قيود المجتمع ، في المجتمع بشكل عام توجد مجموعة من العناوين الشكلية ، فلان محامي ابن فلان طبيب ... وهكذا وتحت ضغط المجتمع تصبح مرغما على تتبع طرق ليست من اختيارك بل هي قوالب مجهزة لك مسبقا حتى قبل ان تولد لتوضع فيها و تشكل لك حياتك و افكارك و طموحاتك و بهذا تكون قد خسرت حريتك و جزء كبير من وجودك وتصبح على حد قول فريدريك نيتشه كالجمل او الحمار تحمل قيم مجتمعك على ظهرك أينما ذهبت و تبقى مقيد و مدجنا ، لهذا تدعوا الفلسفة الوجودية إلى التحرر من قيود المجتمع عبر معرفة نفسك اولا ومعرفة ما تريد وما تحب و بعدها يمكنك استرجاع حريتك المفقودة و كامل وجودك ،(ملاحظة التحرر من قيود المجتمع لا يعني التخلص من الأخلاق).

الظاهراتية هي ببساطة :العقل(عملية اكتساب الوعي) + ظواهر جديدة = وعي ، و الظاهراتية تهتم بدراسة هذا الوعي 
لنفترض ان شخص عاش في قرية صغيرة لا توجد فيها حتى انترنيت طبعا يكون وعيه مرتبط فقط بتلك الأشياء التي في القرية و التي رأها بعينه فقط ، لكن حين بلغ 18 سنة انتقل للعيش في المدينة فشاهد السيارات و البنايات العالية و الناس و طريقة اللباس و الكلام و أصبح يلاحظ ويرا و امضا سنة واحدة في المدينة ، هل وعيه بعد تلك السنة هو نفس وعيه حينما كان في القرية ؟ طبعا لا وذلك التغير كان بسبب الظواهر الجديدة . فالظاهراتية هي علم يهتم بدراسة ما تحدثه الظواهر الخارجية على عملية الوعي .

العبث هو ببساطة عدم قدرتنا على تنظيم أو فهم الكون برؤية عامة أو قانون شامل

الحرية ، قال عنها سارتر *من ولد مشلولا ولم يكسب سباق العدو فهو مقصر لأنه في مقدرته سحق قوانين الطبيعة كلها* لكن ما علاقة هذا بالحرية ، عند  سارتر الحرية هي قدر الإنسان إذ أننا مجبورون على الحرية التي تتجلى في اختياراتنا بل حتى لو حاولت الإمتناع عن الاختيار فهذا اختيار بحد ذاته و الإختيارات مربوطة بتحمل المسؤولية لهذا يعد مقصر من ولد مشلولا ولم يكسب سباق العدو لأنه اختار الإستسلام، الخلاصة أن الحرية هي اختياراتنا و تحمل مسؤوليتنا في ذلك .


اتمنى ان تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع و نال اعجابكم ، اخبروني بارائكم عن الفلسفة الوجودية في قسم التعليقات
دمتم في امان الله وحفظه اخوكم محرر مدونة رواياتك يحييكم لنا لقاء اخر في موضوع آخر .

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق