القائمة الرئيسية

الصفحات

ما مفهوم النقد و أنواعه ومراحل العملية النقدية و ما صفات الناقد

ما مفهوم النقد و أنواعه ومراحل العملية النقدية و ما صفات الناقد

ما مفهوم النقد و أنواعه ومراحل العملية النقدية و ما صفات الناقد
لو ركزت قليلا في كلمة النقد قد تلاحظ انها تشبه كلمة النقود و كما نعلم ففي اللغة العربية أي تشابه بين الكلمات لا يكون من محض الصدفة اد لابد من وجود علاقة بينهما و هذه العلاقة بالضبط بين كلمة نقد و نقود كفيلة بشرح معنى النقد اذ انه قديما كانت هناك مهنة تسمى النقاد و مهمته أن يقوم بفرز النقود ليضع الجيدة منها على جنب و السيئة على الجنب الأخر ومن هنا جاء الإسم الحديث النقد او ناقد و مهمته لا تختلف كثيرا عن مهمة النقاد فعوض استخلاص الجيد و السيء من النقود يقوم الناقد باستخلاص النقاط الإيجابية و السلبية في ما ينقد ، فدعونا نتعرف اكثر على مفهوم النقد ومراحله .

تعريف النقد

تعريف النقد
يمكن تعريف النقد على أنه عملية تحريرية أو شفهية الهدف منها تحليل عمل ما سواء بصري، سمعي(كتب، روايات، مسرحيات، افلام، لوحات، ...) لإستخراج و تحديد نقاط القوة والضعف فيه .
ما الفرق بين النقد و الإنتقاد
الفرق بين النقد و الإنتقاد واضح و بسيط اذ ان النقد يحلل العمل الفني أو الأدبي ويركز على إجابياته و سلبياته بينما الإنتقاد لا يركز سوى على السلبيات وهذا طبعا مرفوض في مجال النقد .
أدبيات النقد
من أدبيات النقد أن يكون نقد بناء هدفه هو إصلاح الجوانب السلبية وتعزيز الجوانب الإيجابية، ومن المحبب دائما البدء بالإجابيات اولا ثم السلبيات.

مراحل العملية النقدية

مراحل العملية النقدية
في هذه الفقرة سنناقش المراحل التي يمر بها الناقد المحترف من أجل نقد أي عمل كيفما كان و المتكونة من خمسة مراحل وهي :
  1. القراءة أو المشاهدة
  2. التحليل
  3. التصنيف
  4. التفسير
  5. التقييم
القراءة او المشاهدة : من البديهيات انك ملزم بقراءة الكتاب لتكوين رأيك عنه وكذالك الفلم او المسرحية لابد من مشاهدتها لنقدها ، لكن ومع الأسف هناك من يقوم بتكوين رأيه انطلاقا من ردات فعل الناس او رأيهم الخاص او عن طريق مقالات و فديوهات على الأنترنيت وهذا طبعا خطأ غير مقبول ، و بالإضافة لذلك فقراءتي كناقد هي مختلفة تماما عن قراءة أي شخص عادي إذ على الناقد التعمق في العمل عن طريق قراءة متأنية لفهم ما بين السطور وربط عناصر النص فيما بينها للوصول لفهم عميق للفكرة و المعنى من أجل تحديد مدى تمكن الكاتب من توصيل تلك الفكرة للمتلقي (عن طريق الشخصيات، الحوار، الأحداث ....) و ملاحظة تطور الأحداث من البداية وصولا للذروة مرورا بصراع الذي  عليه أن يكون مناسب للشخصيات و المعنى ، بالإضافة للتعرف على تقنيات الكتابة وكيف وظفها الكاتب في خدمة المعنى ؟ 
ولو كنت في صدد نقد عرض مسرحي فمشاهدتي لا تكون للتسلية بل تكون مشاهدة دقيقة واعية للوقوف على كل عناصر العمل التصويري بداية بالنص فالممثل ثم الديكور وصولا للإضاءة و مرورا بالموسيقى و المؤثرات الصوتية و تحليل كيف وظف المخرج كل هذه العناصر لخدمة المعنى العام للمسرحية ؟ و استبيان نقاط قوته وضعفه .
التحليل : الناقد بطبيعة الحال ملزم بمعرفة عناصر العمل الذي هو بصدد نقده فمثلا لو كان :
نص أدبي فعناصره هي : فكرة، موضوع، شخصيات، حوار، حبكة، صراع .
عرض فعناصره هي : النص، ممثل، ديكور، اكسسوارات، إضاءة، ملابس، موسيقى، مؤثرات صوتية.
و على الناقد الإحاطة بجميع تلك العناصر من اجل ان يحسن تحليلها وربطها ببعضها واستبيان مدى قدرة الكاتب او المخرج على توظيفها من اجل خدمة المعنى .
التصنيف : يلزم تحديد إلى أي مدرسة مسرحية ينتمي العرض المسرحي أو النص الأدبي الذي نحن في صدد نقده ، و المدارس المسرحية هي ببساطة عبارة عن اتجاهات في الكتابة اذ ان كل اتجاه يختلف عن الأخر في مجموعة من السمات المحددة ، ونذكر من هذه المدارس ما يلي : (العبثية، الوجودية، الطبيعية، الرومانتيكية، الكلاسيكية، الكلاسيكية الجديدة....) ومع تحليل سمات الكتابة في العمل المراد نقده يجب تحديد إلى أي مدرسة ينتمي و استبيان لماذا اختار الكاتب هذا الاتجاه في الكتابة ؟ وهل احسن كتابته ؟ و ما مدى توافق هذا الإتجاه مع الفكرة الأساسية للنص ؟
التفسير : في النص الأدبي غالبا ما نجد فقرات أو جمل غير مفهومة او مشاهد مبهمة وهنا يأتي دور الناقد لشرحها و استبيان المعنى منها للمتلقي 
التقييم : هو آخر مراحل العملية النقدية و يعني معيار القيمة الذي بدوره يعني الإتجاه النقدي الذي يتخده الناقد كمنهج له في تحليله للعمل وتقييمه و يوجد منها ما هو قديم و حديث و من هذه المناهج ما يلي (اجتماعي، جمالي، اخلاقي ...) اد انك لو ركزت فقط على جمالية الكتابة او العرض فأنت تتبع منهج جمالي و لو ركزت فقط على مدى توافق العمل أو النص مع القيم الأخلاقية فأنت تتبع منهج أخلاقي ، وهكذا ...
وهنا سنكون قد تكلمنا عن مراحل العملية النقدية الخمس لكن خذ بعين الإعتبار أن هاته المراحل هي متداخلة فيما بينها، طبعا يجب المرور منها كلها لكن من غير العملي القيام بكل واحدة على حدا ، اذ مع القراءة يمكن تحليل و تفسير و من نتيجة التحليل يمكن التصنيف و منها يمكن التقييم .

أهمية النقد

أهمية النقد
أهمية النقد الأولى تتجلى في الارتقاء بالأعمال الأدبية والفنية ، إذ أن عين الناقد قادرة على تمييز الجوانب القوية و الضعيفة في أي عمل كان و هذا طبعا يصب في مصلحة المخرجين و الكتاب لكي يحاولوا تجنب نقاط الضعف و يطوروا نقاط القوة في أعمالهم المستقبلية .
الوظيفة الثانية التي يخدمها النقد هي شرح و تفسير اي غموض في النص الأدبي أو العرض ، اذ ان الناقد بخبرته يسهل عليه النظر مباشرة للمعنى أو الفكرة العامة لأي عمل واستنادا لذلك يستطيع تفسير أي غموض قد يصادف القارئ العادي أو المشاهد

أنواع النقد

أنواع النقد
لو نظرنا بعمق لأنواع النقد سنجد أن هناك تصنيفين كل تصنيف يقسمه إلى نوعين متعارضين اد نجده ينقسم إلى : نقد أدبي و نقد فني او إلى نقد ذاتي و نقد موضوعي
الفرق بين النقد الأدبي و النقد الفني.
هناك اتجاهين في طبيعة هذا الفرق وهم كالتالي :
الاتجاه الأول يقول أن النقد الادبي يهتم بنقد الأعمال الأدبية اي النص الأدبي فقط و أما النقد الفني فهو يخص نقد العمل المسرحي .
وأما الإتجاه الثاني فيقول ان النقد الادبي و الفني يمكن ممارستها على أي عمل كيفما كان لكن الفرق أن النقد الأدبي هو اسم لمرحلتين في العملية النقدية ألا وهما التحليل والتصنيف لأن هاتين العمليتين تطبقان غالبا على النص الأدبي و أما النقد الفني فيخص مرحلتي التفسير والتقييم لأنهما تعتمدان اعتمادا كبيرا على شخصية الناقد و إبداعاته
الفرق بين النقد الذاتي و النقد الموضوعي
يعتمد هذا التصنيف على توجهات الناقد و الفرق بينهما واضح و بسيط وهو كالتالي :
النقد الذاتي يقوم من خلاله الناقد بتقييم العمل من خلال أفكاره ورؤيته الخاصة ومشاعره او مزاجه فقط و هذا طبعا مرفوض .
النقد الموضوعي هو عكس النقد الذاتي اد يكون حياديا بعيدا كل البعد عن المشاعر الشخصية .

سمات الناقد

سمات الناقد
من بين أهم الشروط الواجب توفرها في الناقد هي :
  • الموضوعية
  • الثقافة
الموضوعية بمعنى أنه يجب وضع كل المشاعر و الرؤيا الشخصية و المزاج جانبا اثناء النقد و الحكم على العمل . بالإضافة للإتزام بالحياد التام .
الثقافة بمعنى أنه يجب على الناقد أن يكون محيط بكل جوانب و مراحل علم النقد بالإضافة لمعرفة شاملة بمجال العمل الذي هو في صدد نقده (مثلا : لو وجب عليه نقد مسرحية فعليه ان يكون ملم بكل جوانب و عناصر العرض المسرحي ) ، بالإضافة إلى ثقافة عامة في كل المجالات ( سياسة، فلسفة، علم نفس، تاريخ، التراث ...) لأن بطبيعة الحال فكل عمل فني او ادبي فهو نتاج لحدث تاريخي، سياسي او متأثر بفلسفة معينة ، و بدوره فكل عمل فني أو ادبي قد يؤثر فيما بعد على أي مجال حياتي أو علمي لهذا فالثقافة العامة هي جزء لا يتجزأ من معارف الناقد .

اتمنى ان تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع و نال اعجابكم ، اخبروني بارائكم عن النقد في قسم التعليقات
دمتم في امان الله وحفظه اخوكم محرر مدونة رواياتك يحييكم لنا لقاء اخر في موضوع آخر .

تعليقات